بغداد تفتح ذراعيها للاعب عراقي من الدنمارك للاختبارمع المنتخب الوطني

لم تكن المسافة الطويلة والابتعاد عن العراق حاجزا كبيرا امام الشاب مصطفى حسين السراج ليحضر من الدنمارك ويشارك في الاختبارات الاولية لمنتخبنا الوطني بكرة القدم وسواء نجح ام لم ينجح في هذه التجربة من جانبها الفني فأن النجاح الكبير الذي حققه في الجانب الوطني لاشك كان كبيرا بعد ان أثبت حبه وعشقه لوطنه الذي لم يره قبل الان فهو من مواليد الدنمارك وتنقل بين مدنها المتطورة وشرب من مائها ولم تسنح له الفرصة في الحضور الى العراق الافي عام 2009 فقد هاجرت عائلته من العراق عام 1980 وولد مصطفى في عام 1987 وبالتالي فأنه يحمل الجنسيتين الدنماركية والعراقية نسبة لوالده حسين السراج الذي يعمل حاليا معاونا لمدير مصرف الرشيد في منطقة الحبيبية في بغداد الذي قرر العودة الى العراق في عام 2004 والاستقرار فيه على الرغم من بقاء عائلته هناك وهو دائم التواصل معه كلما سنحت له الفرصة في السفر الدنمارك. </span>
موهبة كبيرة ونضوج كروي مبكر</span>
في اليوم الاول للاختبارات التي اجراها منتخبنا الوطني في ملعب الشعب أقتربت من والد مصطفى بعد ان اشار ألي أحد الاخوة اليه وبعد ان تصافحنا سألته عن مصطفى فقال لقد لعب مصطفى كرة القدم وتعلق بها منذ الصغرلذلك فقد سعيت لتعزيز هذا الجانب من خلال ادخاله اكاديمية كرة القدم في كوبنهاكن بعد اجرائه الاختبارات المطلوبة ودفع تكاليف الدراسة في الاكاديمية البالغة 10 الاف دولار سنوياوقد كان لها الفضل الكبير في صقل قابلياته الفنية التي بدأت بالتطور بصورة لافتة من خلال العروض التي بدأت تنهال عليه فلعب اولا وهو في عمر 16 عاما في نادي برونس هو في الدرجة الاولى عام 2003 وقد اختير افضل لاعب في النادي في ذلك العام ثم مثل فريق بلي روب في الدرجة الاولى ايضا ومثل في الموسم الذي تلاه فريق بي 93 الذي يلعب في الدوري الممتاز قبل ان ينتقل للعب مع فريق أف سي كوبنهاكن وهو احد الاندية المعروفة في الدوري الممتاز.</span>
ثم ذهب للاحتراف في تشيلي عن طريق احد السماسرة للعب مع نادي (كوبيرلو) لكن طريقة العيش والاكل لم تعجبه فقرر من هناك الذهاب الى قطر للاحتراف في الدوري القطري وتحديدا في نادي قطر لكن تكليف المدرب راضي شنيشل بالاشراف على المنتخب جعله يتريث في الامر لكنه وافق على الدعوة بالحضور الى بغداد وحضور تدريبات المنتخب وهي المرة الاولى التي يحضر فيها للعراق والحمد لله فهو دائم المواظبة على الصلاة وكنت دوما اتحدث له عن العراق واهله والعلاقات الاجتماعية المترابطة بين ابنائه وهو امر شجعه على ان يظل وفيا لبلده ويتطلع دوما لخدمته والعودة اليه على الرغم من صعوبة ذلك كونه نشأوترعرع في بيئة مختلفة وان كل ماتمناه ان يستقر في العراق وان ينجح في تمثيل المنتخب الوطني ذلك الحلم الذي طالما تمنيت ان يتحقق . </span>
بغداد رائعة واهلها رائعون </span>
انتهت الوحدة التدريبية وكان الجميع يبحث عن مصطفى بل اجزم ان الجميع كان يراقب تحركاته في التدريبات على الرغم من ان تدريبات المنتخب لم تشمل اجواء تنافسية من خلال اللعب في تشكيلتين مع ذلك كان الحكم على مصطفى يبدو صعبا بعض الشيء اقتربت منه وسألته عن جوانب اخرى لاتتعلق بادائه الفني لانه من اختصاص الاقدر منا في ذلك فقلت له كيف هي بغداد ففوجئت بلغته العربية الجميلة وكان يتحدث معي بطلاقة وكأني اتحدث لاي لاعب عراقي ولد وترعرع فيه وليس لعراقي ولد في بلد اوربي فاجاب على تساؤلاتي تلك بأن الفضل يعود للوالد وانه مرتاح جدا لرؤية العراق وبغداد تحديدا وانه يأمل ان يتعرف على بغداد بصورة جيدة وانه تلقى دعوات من عدد من لاعبي المنتخب لتضييفت في محافظاتهم بل انني علمت من احد الاخوة الصحفيين ان هنالك محاولات من بعض الاندية للتعرف على مستواه عن كثب ومحاولتها ضمه الى صفوفه اللعب في المرحلة الثانية من الدوري وكان مصطفى سعيدا جدا بأجواء التدريب وانه يسعى لاثبات جدارته للعب مع المنتخب وان مسألة بقائه في العراق وتمثيله لاحد الاندية العراقية امر سابق لاوانه.</span>
مشيرا الى انه فوجيء بالمعامله الرائعة التي تلقاها من وسائل الاعلام والمسؤولين في اتحاد اللعبة تقديرا لحضوره الى بغداد مؤكدا انه سينقل مشاعره الى جميع اللاعبين العراقيين في الدنمارك والبلدان الاوربية الاخرى وتشجيعهم في الحضور الى بغداد.</span>
__________________